أظهرت دراسات حديثة تلوث العديد من المنتجات الاستهلاكية بمركب البنزول السام، ومن أبرز هذه المنتجات معقمات الأيدي التي باتت تستخدم على نطاق واسع، بالإضافة إلى رذاذات القدم المضادة للفطريات، ومزيلات العرق، والشامبو الجاف، وكريمات الوقاية من الشمس.
معقِّمات بمواد مسرطنة
بدأت القصة باكتشاف مستويات خطيرة من مادة البنزول المسرطنة في معقمات الأيدي، مما أثار قلقًا واسع النطاق، تبع ذلك سحب رذاذات القدم المضادة للفطريات من الأسواق، ثم ظهرت تقارير مقلقة حول تلوث منتجات أخرى مثل مزيلات العرق والشامبو الجاف وكريمات الوقاية من الشمس.
رغم أن البنزول لا يُضاف عمدًا إلى منتجات العناية الشخصية، إلا أنه قد يتسرب إليها خلال عملية التصنيع، فالبنزول مادة موجودة في النفط الخام وتستخدم في صناعة العديد من المواد الكيميائية، وقد تلوث هذه المنتجات إذا لم تتم تنقية المواد الخام بشكل كافٍ أو إذا تفاعلت مكونات المنتج مع بعضها البعض.
انتشار البنزول الطبيعي
رغم الجدل الذي أثير حول وجود مادة البنزول في منتجات العناية الشخصية، إلا أن الدراسات الحالية لم تثبت بشكل قاطع وجود صلة مباشرة بين التعرض لكميات ضئيلة من هذه المادة من خلال هذه المنتجات وبين الإصابة بأمراض خطيرة، ويؤكد بعض الخبراء أن بعض النتائج التي أشارت إلى وجود خطر كبير قد تكون مبالغ فيها، نظرًا لوجود بعض الشكوك حول المنهجية المستخدمة في بعض الدراسات.
مخاطر استنشاق البنزول
أوضح لوبينغ تشانغ، عالم السموم في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، أن البنزول نظراً لقدرته العالية على التبخر، يمكن أن يدخل الجسم بطريقتين: الاستنشاق والامتصاص عبر الجلد، فعند وضع منتجات العناية الشخصية التي تحتوي على البنزول، يمكن أن يتعرض الأشخاص للبنزين المتبخر، بالإضافة إلى الكمية التي يتم امتصاصها مباشرة عبر الجلد.
ارتفاع مستويات البنزول في الجسم
رغم التقدم المحرز في خفض مستويات البنزول في الهواء بفضل التشريعات البيئية الصارمة، تشير الدراسات إلى زيادة مستويات البنزول في أجسام البشر، هذه النتائج المتناقضة تدل على وجود مصادر أخرى للتعرض للبنزول، والتي قد تكون مرتبطة بمنتجات الاستخدام اليومي مثل الحفاضات والمناديل والسدادات القطنية والفوط الصحية.