ويمنح التحدي السنوي الفرصة للمشاركين بوضع إستراتيجية عالية المستوى لعلامة تجارية تبلغ قيمتها مليار دولار، وإجراء دراسة متعمقة لاختبار مهاراتهم في التسويق والإدارة العامة والموارد البشرية وتطوير الإستراتيجيات وتحديد الميزانية.
وشاركت كل من «ملاك الموصلي، روان بيك، لينا حسين» طالبات قسم الهندسة الصناعية بجامعة الملك عبدالعزيز، في التحدي الذي يشمل ثلاث مراحل للفوز به، أقيمت المرحلة الأولى في المملكة بمشاركة الجامعات السعودية، فيما المرحلة الثانية أقيمت في الهند بمشاركة البلد المستضيف والبحرين ومصر والسعودية وجنوب أفريقيا، وتم خلالها تقديم كتيب لجميع الفرق يحتوي على معلومات وإحصاءات الشركة والمتخصصة بمنتج العناية بالشعر لتحقيق هدف محدد وهو رفع المبيعات 10% خلال السنوات الخمس القادمة بزيادة 20% من الميزانية فقط، وكان يجب على كل فريق وضع خطة محكمة في أقل من 24 ساعة وعرضها أمام مديري الأقسام.
وتم اختيار الفائز في المرحلة الثانية من قبل لجنة الحكام، اعتمادًا على أفضل خطة إستراتيجية تم وضعها، حيث يجب أن تكون شاملة وتتطرق لجميع الأقسام وتحقق الهدف المطلوب، وكان هناك تقارب في النتائج بين المملكة ومصر، وكان الفوز من نصيب السعودية.
أما المرحلة الثالثة فمثلت كندا (أمريكا الشمالية) والمكسيك (أمريكا الجنوبية)، وفرنسا (أوروبا) وتايلند (آسيا)، والشرق الأوسط فتمثلها السعودية، وأرسلت جميع الفرق كتيبا قبل أسبوعين من موعد المسابقة في بنما ويوجد بداخله شرح لكيفية المرحلة الأخيرة وهي الأصعب بالتأكيد وتتكون من خمس مراحل، حيث يعتبر كل فريق شركة موجودة على الواقع وتنافس غيرها في السوق، وكل مرحلة لها وقت محدد ويتناقص تدريجيًا في كل مرحلة حتى يصل إلى 45 دقيقة للمرحلة الواحدة.
وعاملت الجهة المنظمة كل الفرق على أن كل واحدة منها شركة مستقلة ويوجد لكل منها أكثر من 40 قرارا يجب اتخاذها في كل مرحلة، وبناءً عليها يتم إدخالها إلى برنامج إلكتروني يحاكي الواقع يظهر النتائج، والقرارات المطلوبة من كل شركة عامة وكبيرة وتصل إلى قرارات دقيقة ومفصلة جدًا، كإعداد المنتجات المراد تصنيعها وأسعار المنتجات وكميات المواد الخام وإعداد الموظفين وساعات عمل المكائن والجودة وكميات التخزين في المستودعات والمبالغ المراد دفعها في التسويق وغيرها من القرارات التي من الممكن أن تغير من مجرى النتائج بشكل جذري، والفائز هو من يمتلك أكبر (price share) من غيره من الشركات المنافسة في السوق.
يذكر أن المنافسة كانت قوية بين الدول، ولكنها اشتدت بين السعودية وفرنسا حيث إن نتائجهما كانت متقاربة لعدة مراحل، ولكن المرحلة الأخيرة وهي الحاسمة فاحتلت طالبات جامعة الملك عبدالعزيز المرتبة الأولى.
وذكرت الطالبات الفائزات أنهن استطعن تغيير الصورة النمطية عن المملكة عموماً، وعن المهندسات السعوديات على وجه الخصوص، وإرسال رسالة مباشرة «أنهن يستطعن فعل أي شيء»، إضافة إلى أنهن اكتسبن مهارات الأعمال.
وقالت موصلي: «كانت فرصة للعمل في بيئة دولية وتجربة تعليمية مثّلنا من خلالها المملكة وأظهرنا للعالم وجود مهندسات سعوديات كما هو الحال في البلدان الأخرى».
أما روان بيك التي تفتخر بأنها أول مهندسة بعائلتها فتتطلع إلى اكتساب المزيد من الخبرات عن طريق العمل بالشركات متعددة الجنسيات، وترى أن الخطوات التي تخطوها المملكة حالة مشجعة لزيادة القوى العاملة من النساء، وفق رؤية المملكة 2030.
لينا حسين التي كانت متحمسة لكسر الأشياء ووضعها معاً كان دافعاً لها لدراسة الهندسة وترى أن الصورة النمطية المعروفة للمهندس في العالم العربي عموما والمملكة تحديدا الممثلة في الرجل بدأت تختفي تدريجياً، قائلة: «هناك بعض القوالب النمطية في ثقافتنا بأن المرأة لا تستطيع التعامل مع الوظيفة الصعبة للمهندس أو أنها هشة للغاية، لأنها ليست بيئة سهلة بحيث يكون متوسط ساعات العمل من 9 إلى 10 ساعات يومياً».
نقلاً عن : عكاظ