التخطي إلى المحتوى

كان هناك شيء مؤسف في الطريقة التي انتهت بها الأمور، فقد كانت الركلة الأخيرة لجادون سانشو بقميص مانشستر يونايتد بمثابة فرصة ضائعة جاءت بكلفة كبيرة، إذ كانت ركلة الجزاء التي تصدى لها إيدرسون في ركلات الترجيح بمباراة درع المجتمع، وربما كانت هذه صورة مصغرة لمسيرته في يونايتد التي انتهت فعلياً الآن.

استبعد سانشو من تشكيلة يوم المباراة المكونة من 20 لاعباً لمباراتي فريقه ضد فولهام وبرايتون، ثم أتم انتقاله إلى تشيلسي السبت الماضي في وقت متأخر جداً، لدرجة أنه بدا وكأنه مجرد فكرة متأخرة في يوم الموعد النهائي.

لقد رحل في إعارة مع بند إلزامية الشراء مقابل من 20 مليون جنيه استرليني (26.25 مليون دولار) إلى 25 مليون جنيه استرليني (32.81 مليون دولار) بعد 83 مباراة فقط و12 هدفاً فقط وست تمريرات حاسمة فحسب، وأصبح سانشو الآن جزءاً من ماضي يونايتد.

تشير الأرقام إلى حجم الفشل على المستوى الكروي والمالي في الواقع، سيخسر يونايتد نحو 50 مليون جنيه استرليني (65.62 مليون دولار) من رسوم الانتقال التي دفعوها، مع تغطية مساهمة بوروسيا دورتموند في إعارة سانشو خلال الموسم الماضي بدفع جزء من راتبه الذي لا يزال يدفع في “أولد ترافورد”.

لقد شطبوا مبالغ أكبر عندما غادر بول بوغبا صاحب الرقم القياسي العالمي سابقاً بانتقال مجاني، وقد يضطرون إلى ذلك مرة أخرى نظراً إلى أن أنتوني كلف أكثر من سانشو لكن الأمر يتعلق بملعب كرة القدم إضافة إلى الموازنة العمومية.

وكان آخر ظهورين تنافسيين لسانشو داخل استاد “ويمبلي”، في الأول بدأ نهائي دوري أبطال أوروبا مع دورتموند بعد عرضه كرجل المباراة في نصف النهائي، ثم ظهر مع يونايتد بمستوى أقل مما توقعه البعض، بعد أن كان هناك احتمال أن يبدأ سانشو كمهاجم وهمي وجاء تأكيد مكانه في ترتيب تن هاغ.

وأكد المدير الرياضي دان آشورث الأحد الماضي “لدينا أربعة لاعبين جيدين حقاً على الأطراف، وكان جادون الخامس”، لقد وضعه خلف أنتوني من بين آخرين.

لقد أوضحت ازدواجية سانشو معجزة دورتموند التي تحولت إلى الجناح الخامس للنادي الذي جاء في المركز الثامن خلال الموسم الماضي. وكان سانشو صفقة البيع الرائدة لدورتموند خلال عام 2021، ويمكن إجراء مقارنات مع نظيريه خلال عامي 2022 و2023 إيرلينغ هالاند وجود بيلينغهام والنجاحات التي وصلا إليها لاحقاً.

عندما تسوء عمليات الانتقال ربما يكون من القسوة إعادة النظر في التفاؤل الأولي، فمثل هذه الاقتباسات لا تميل إلى التقدم في السن بصورة جيدة، ولكن بالعودة إلى عام 2021 قال أولي غونار سولسكاير “يجسد جادون نوع اللاعب الذي أريد إحضاره إلى النادي، إنه لاعب مهاجم في أفضل تقاليد مانشستر يونايتد وسيشكل جزءاً لا يتجزأ من فريقي لأعوام مقبلة”.

وبالكاد كان في تشكيلة سولسكاير لأشهر مقبلة، ناهيك بأعوام. كان هناك اعتراف سيئ السمعة من جانب النرويجي بأنه تعاقد مع سانشو للعب على الجانب الأيمن، فقط ليكتشف أن الجناح نفسه يفضل اليسار.

وكان هناك التأثير المزعزع للاستقرار لعودة كريستيانو رونالدو، والذي لم يستفد منه أي من المهاجمين الآخرين إذ تم نقلهم من مكان إلى آخر لاستيعابه.

ومن بين أربعة مدربين لمانشستر يونايتد – من نوع ما – خلال فترة وجوده، يمكن القول إن سانشو كان الأفضل أداء مع المدربين قصيري الأجل مايكل كاريك ورالف رانغنيك، لكن لم يكن سريعاً بما يكفي ليكون جناحاً في فريق تن هاغ (مع التحذير من أن الهولندي يعتقد أن أنتوني سريع لكن قلة من الآخرين يتفقون معه).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد بدا الأمر وكأنه مثال آخر على أن يونايتد استحوذ على مهاجمين من دون استراتيجية تناسب الجميع.

وإذا لم ينجح يونايتد أبداً في معرفة من هو سانشو فإن حكم تن هاغ بأنه أسوأ من أنتوني البائس ربما كان بمثابة إهانة كبيرة.

ظهر سانشو مع يونايتد خلال أربعة مواسم ولكنه لعب موسماً كاملاً واحداً فحسب، نظراً إلى أنه قضى ثلاثة أشهر بعيداً من الفريق خلال منتصف موسم (2022 – 2023)، وفي كل من هذا الموسم والموسم الماضي كان أغسطس (آب) آخر ظهور له مع الفريق.

والآن انضم إلى تشيلسي لأن قرار تن هاغ باستبعاده من الفريق جاء عقب الهزيمة من أرسنال وإعلان اللاعب عن أسبابه متبوعاً بأن المدير الفني كان يكذب، وهو ما كان له نتائج عكسية.

إذا كان من الممكن العثور على خطأ من كلا الجانبين فلا يوجد أي شعور بأن يونايتد استفاد من تصلب تن هاغ. إن عناده عندما تحدث عن “المعايير” لم يقدم سوى قليل من الأدلة الثمينة على تحسنهم بعد نفي سانشو لمدة أربعة أشهر بينما لم يتراجع أي منهما. وقبل عودته إلى دورتموند، كانت البوصلة الأخلاقية للمدير الفني تعني أن بعض المخالفات بدت أكثر خطورة من غيرها.

لم يتم شرح التقارب الصيفي الذي جلب عودة سانشو القصيرة بألوان يونايتد بالكامل، إذ إن التخلص منه من الفريق حتى عندما تركت إصابة راسموس هويلوند المدرب تن هاغ من دون مهاجم واحد يشير إلى أنها كانت فترة هدنة موقتة وكان يوجه المهاجم نحو الخروج.

وقال آشورث “نحن لسنا في وضع حيث نطرد اللاعبين من النادي، ولكن إذا كان من الصواب لجادون ومن الصواب لنا المضي قدماً”.

وقد يكون الأمر صحيحاً ببساطة لأن الموقف كان خاطئاً للغاية وربما كانت خطة سانشو هي التفوق على تن هاغ، لكنه لم يفعل.

بالتأكيد كان يونايتد يأمل في جمع 40 مليون جنيه استرليني (52.49 مليون دولار) من خلال بيعه هذا الصيف، لكنهم سيحصلون على نصف هذا المبلغ بالكاد.

سانشو من مشجعي تشيلسي منذ الصغر وكان معجباً بفرانك لامبارد لكن الدرس المستفاد من حياته المهنية هو أنه يحتاج إلى أن يكون في بيئة تناسبه، إذ كان دورتموند كذلك تحت إدارة دين تيرزيتش وقتما سامحوه على هفواته في ضبط الوقت، وهذا مثال واضح على ذلك.

تشيلسي لا يزال لديه عدد أكبر من الأجنحة مقارنة بمانشستر يونايتد وهو ما جعل رحيم سترلينغ شخصاً غير مرغوب فيه، ونظراً لارتفاع راتبه لم يكن يبدو الترياق المثالي في “أولد ترافورد”.

قد يتبنى يونايتد وجهة النظر القائلة بأن بيع سانشو إلى ناد مثل تشيلسي يقلل من الأخطار المقيمة التي يعود بها إلى المستوى الذي جلب له 50 هدفاً و57 تمريرة حاسمة في 137 مباراة فقط خلال فترة ولايته الأولى في دورتموند، مما جعله لاعباً بقيمة 73 مليون جنيه استرليني (95.80 مليون دولار) أو في الواقع جعله في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل بضعة أشهر.

قد يعتقدون أن سانشو مشكلة شخص آخر الآن، لكن هناك مجالاً للإحراج إذا أدى بهذه الطريقة ليصبح اتهاماً لهم ويضيف بعداً آخر إلى الضرر الناجم عن العجز المالي.

نقلاً عن : اندبندنت عربية