التخطي إلى المحتوى

يوم أسود جديد في “وول ستريت”، بعدما تلقت البورصات الأميركية ضربة أخرى هي الأعنف منذ انهيار الأسواق في الخامس من أغسطس (آب) الماضي، إذ اجتمعت عوامل شبيهة بما حصل الشهر الماضي لتهوي بالمؤشرات بنسب تجاوزت ثلاثة في المئة.

سبب الهبوط

كان السبب الرئيس خلف الهبوط، ظهور بيانات معهد إدارة التوريد التي كشفت أن قطاع التصنيع الأميركي ظل ضعيفاً على رغم التحسن المتواضع في أغسطس الماضي من أدنى مستوى له في ثمانية أشهر في يوليو (تموز) السابق عليه، فيما رأت الأسواق أن البيانات تظهر ضعفاً واضحاً في الاقتصاد الأميركي ما يعيد احتمالات الركود مرة أخرى، وهي المخاوف نفسها التي ظهرت الشهر الماضي حينما كشفت بيانات التوظيف عن تراجع كبير للوظائف وزيادة في البطالة.

وتتزايد المخاوف في هذه الفترة بشكل خاص مع حساسية الأسواق لأية بيانات قد تظهر قبل اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي هذا الشهر.

خسائر المؤشرات

وسجلت المؤشرات الرئيسة الثلاث، “ستاندرد أند بورز 500″، و”ناسداك المركب” و ​”داو جونز الصناعي” أكبر انخفاضات يومية منذ أوائل أغسطس الماضي، وكان الهبوط الأكبر في مؤشر “ناسداك” الذي تراجع 3.3 في المئة، بينما انخفض “ستاندرد أند بورز” بأكثر من اثنين في المئة، و”داو جونز” بنحو 1.5 في المئة.

تراجع “إنفيديا”

وكان سهم شركة “إنفيديا” أكبر الخاسرين في قطاع التكنولوجيا بتراجعه بنحو 9.5 في المئة، أي أن القيمة السوقية للشركة فقدت نحو 280 مليار دولار في جلسة واحدة، إذ وصلت إلى 2.65 تريليون دولار، وهذا أكبر انخفاض في القيمة السوقية لشركة أميركية في يوم واحد على الإطلاق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وما زاد من حدة الخسائر، إرسال وزارة العدل الأميركية استدعاء إلى “إنفيديا” وشركات أخرى في سعيها للحصول على أدلة على أن الشركة المصنعة للرقائق الإلكترونية انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار.

انخفاض النفط 5 في المئة

وانخفض النفط على الفور بعد هذه التراجعات بسبب مخاوف من ضعف الطلب العالمي، إذ تراجعت العقود الآجلة لخام بنحو خمسة في المئة، إلى 73.75 دولار للبرميل عند التسوية، وهو أدنى مستوى لها منذ 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

سبتمبر شهر سيئ

وافتتحت البورصة هذا الأسبوع، أمس الثلاثاء، بعد عطلة عيد العمال أول من أمس الإثنين، لذا كانت جلسة أمس هي أول جلسة لشهر سبتمبر (أيلول) الجاري، وغالباً يُنظر في الأسواق إلى سبتمبر باعتباره أحد أسوأ الشهور لأداء أسواق الأسهم استناداً إلى البيانات التي تعود إلى الخمسينيات.

وشهد مؤشرا “ستاندرد أند بورز 500″ و”ناسداك 100” أسوأ بداياتهما في سبتمبر الجاري منذ عامي 2015 و2002 على التوالي، وارتفع مؤشر التقلبات المعروف باسم “مؤشر الخوف” بشكل قياسي في “وول ستريت”.

رهانات الفائدة

في المقابل، زاد رهان المتداولين على خفض غير عادي لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي، ويتوقع المتداولون أن يخفض “الفيدرالي” أسعار الفائدة بأكثر من نقطتين مئويتين كاملتين على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة، وهو أكبر خفض للفائدة خارج فترة الركود منذ الثمانينيات.

أما بالنسبة لتوقعات اجتماع “الفيدرالي” هذا الشهر، فإن احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يبلغ 63 في المئة، في حين أن احتمالات خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس تبلغ 37 في المئة.

تقرير الوظائف

وتنتظر الأسواق بفارغ الصبر الآن تقرير الوظائف المفترض أن يصدر يوم الجمعة المقبل، ويعتقد المحللون أن تقرير الوظائف هذا الأسبوع، من المرجح أن يكون عاملاً رئيساً في قرار بنك الاحتياط الفيدرالي بين خفض 25 أو 50 نقطة أساس، ويتوقع أن ينخفض معدل البطالة في أغسطس الماضي، إلى 4.2 في المئة من 4.3 المئة.

وانخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار سبع نقاط أساس إلى 3.84 في المئة، مع تزايد الطلب عليها من قبل المستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة.

نقلاً عن : اندبندنت عربية