استقرت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء، بعد أن محت خسائر شركات التعدين المكاسب التي حققتها الشركات الصناعية، وذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون سلسلة بيانات اقتصادية قد تعطي مؤشرات إلى مسار السياسة النقدية في منطقة اليورو والولايات المتحدة.
ولم يطرأ تغيير يذكر على مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي، فيما ارتفع المؤشر الألماني 0.1 في المئة، بعد صعود غير مسبوق في نهاية الجلسة الماضية.
وتقدم المؤشر الفرعي للقطاع الصناعي بفضل صعود سهم “رولز رويس” 4.2 في المئة، بعد أن قالت شركة “كاثي باسيفيك” في هونغ كونغ إن ثلاث طائرات من أصل 48 طائرة تعمل بمحركات “رولز رويس” خضعت بالفعل لإصلاحات ناجحة بعد فحصها ومن المتوقع أن تستأنف جميع الطائرات العمل بحلول يوم السبت المقبل.
وانخفض المؤشر الفرعي لشركات التعدين 0.6 في المئة، مع هبوط أسعار المعادن غير الحديدية تحت وطأة قوة الدولار ومخاوف الطلب، وذلك عقب بيانات ضعيفة عن قطاع التصنيع في الصين، وهي أكبر مستهلك.
ويترقب المستثمرون تعليقات صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي خلال اليوم بحثاً عن مؤشرات إلى الخطوة التالية للبنك خلال اجتماعه في 12 سبتمبر (أيلول) الجاري.
ومن المتوقع أن تكون بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاع الصناعي في الولايات المتحدة المقرر صدورها عن معهد إدارة التوريدات الأميركي في وقت لاحق من اليوم وبيانات الوظائف المقرر صدورها الجمعة المقبل حاسمة لقرار مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في ما يتعلق بالسياسة النقدية.
تباطؤ التضخم في تركيا خلال أغسطس
في غضون ذلك، تباطأ معدل التضخم السنوي في تركيا بصورة أكبر خلال أغسطس (آب) الماضي، وصولاً إلى 52 في المئة مقارنة بـ61.8 في المئة في يوليو (تموز) الماضي، وفق ما أظهرت بيانات رسمية اليوم الثلاثاء.
وكان البنك المركزي قد بدأ رفع أسعار الفائدة العام الماضي سعياً للتصدي لارتفاع الأسعار، بعد أن تخلى الرئيس رجب طيب أردوغان عن معارضته للنظريات الاقتصادية التقليدية.
وقد بلغ معدل التضخم السنوي في تركيا أعلى مستوى له منذ عقود في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 عند 85 في المئة.
وانخفض إلى 38.2 في المئة في يونيو (حزيران) 2023 قبل أن يرتفع مرة أخرى، ووصل إلى 75 في المئة في مايو (أيار) هذا العام لكنه بدأ في الانخفاض في يونيو.
مؤشر “نيكي” الياباني يتراجع بعد ارتفاع الين
في أقصى الغرب، هبط مؤشر “نيكاي” الياباني اليوم الثلاثاء، مع تراجع ثقة المستثمرين نتيجة لارتفاع الين، لكن أسهم قطاع البنوك صعدت بفضل زيادة العائد على السندات المحلية والأجنبية.
وأغلق “نيكاي” منخفضاً 0.04 في المئة عند 38686.31 نقطة، بعد أن فقد مكاسب حققها في وقت سابق من الجلسة بسبب ارتفاع الين بنحو 0.5 في المئة مقابل الدولار، ليصعد من أدنى مستوى في أسبوعين الذي سجله خلال جلسة التداول، وربح مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 0.64 في المئة.
وقال محلل الأسهم في “نومورا” للأوراق المالية ماكي ساوادا، “الموضوع الرئيس في السوق لا يزال يتمثل في توقعات السياسة النقدية في اليابان والولايات المتحدة”، مضيفاً “بناء على نتيجة تقرير الوظائف، فهناك احتمال أن يتأرجح السوق بصورة حادة”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحققت البنوك وشركات التأمين الأداء الأفضل بين قطاعات بورصة “طوكيو” البالغ عددها 33 قطاعاً، إذ قفز المؤشر الفرعي للبنوك ثلاثة في المئة وصعد المؤشر الفرعي لشركات التأمين 2.5 في المئة.
وارتفعت عائدات السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 أعوام إلى أعلى مستوياتها في نحو شهر، وزادت عائدات سندات الخزانة الأميركية المستحقة بنهاية الأجل ذاته بعد توقف التداول عليها تزامناً مع عطلة رسمية أمس الإثنين.
وهبطت أسهم شركات أشباه الموصلات، إذ تراجع سهم شركة “أدفانتست” لتصنيع معدات اختبار الرقائق 2.25 في المئة، بعد أن بدأ اليوم بمكاسب بلغت 3.43 في المئة، وانخفض سهم شركة “طوكيو إلكترون” العملاقة لتصنيع الآلات 1.49 في المئة.
واتسم أداء شركات أخرى تصدر منتجاتها للخارج بالتباين، إذ خسر سهم شركة “تويوتا موتورز” 0.32 في المئة، بينما ربح سهم “نيسان” 0.42 في المئة، وارتفعت أسهم “سوني غروب” 0.64 في المئة.
الذهب يستقر مع تحول التركيز لبيانات الوظائف الأميركية
على صعيد أسواق المعادن النفيسة، استقرت أسعار الذهب اليوم مع تحول الاهتمام إلى بيانات الوظائف المرتقبة في الولايات المتحدة، التي قد تقدم مزيداً من الوضوح في شأن حجم خفض الفائدة.
وبلغ الذهب في المعاملات الفورية 2498.87 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أدنى مستوى في أكثر من أسبوع الجلسة الماضية بسبب قوة الدولار، وارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.1 في المئة إلى 2530.70 دولار للأوقية.
ويتوقع المتعاملون حالياً بنسبة 31 في المئة خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية لـ”الفيدرالي” في سبتمبر الجاري، بينما يتوقعون بنسبة 69 في المئة خفضاً 25 نقطة أساس.
وتحول تركيز المتعاملين إلى تقرير الوظائف الأميركية الذي يصدر الجمعة المقبل، وتترقب الأسواق أيضاً تقرير وظائف القطاع الخاص بحثا عن إشارات حول مسار البنك المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة.
ويزيد الإقبال على الذهب، المعروف كوسيلة تحوط مفضلة ضد الأخطار الجيوسياسية والاقتصادية، مع انخفاض أسعار الفائدة.
وقال بنك “غولدمان ساكس” في مذكرة، إن الذهب هو السلعة التي يثق بقوة في ارتفاعها خلال الأمد القريب، مضيفاً “يظل الذهب خيارنا المفضل للتحوط ضد الأخطار الجيوسياسية والمالية، مع دعم إضافي من تخفيضات أسعار الفائدة الوشيكة للبنك المركزي الأميركي وعمليات الشراء المستمرة من قبل البنوك المركزية في الأسواق الناشئة”.
وربح المعدن الأصفر 21 في المئة حتى الآن هذا العام، وبلغ مستويات غير مسبوقة، ليصل إلى مستوى تاريخي مرتفع عند 2531.60 دولار للأوقية في 20 أغسطس الماضي.
وبالنسية للمعادن النفيسة الأخرى، انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 28.30 دولار للأوقية، وهبط البلاتين 1.5 في المئة إلى 916.50 دولار للأوقية، وتراجع البلاديوم 1.7 في المئة إلى 962.10 دولار للأوقية.
نقلاً عن : اندبندنت عربية